الغيرة بين الاشقاء و كيفية التعامل معها

حين تلقي الغيرة بثقلها على الأشقاء...
غنج ودلال، رعاية وحنان، يعطي الأهل كل اهتمامهم للطفل الأول... ومع قدوم الطفل الثاني تظهر بوادر الغيرة لدى الأول. فما أسبابها؟ وما مدى تأثيرها على شخصية الأطفال؟ وكيف يمكن للأهل التعاطي معها؟
عندما يتشاجر الأولاد ويعلو الصراخ في المنزل، غالباً ما نرى الأهل يؤدون دور الوسيط إذ يحاولون معالجة المشاكل بينهم في سبيل إعادة الهدوء والسلام الى العائلة. ولكن هل هذا هو الحلّ الفعلي الناجع؟ لا. فللغيرة التي تنشأ بين الأشقاء أثر إيجابي على شخصية الطفل وكذلك الأمر بالنسبة للخلافات، فهي تعلّم الطفل كيفية حلّ مشاكله بنفسه كما تدفعه الى تطوير قدراته الفردية وتحسّن تعامله مع أفراد المجتمع من حوله. وهذه الصفات والميزات لن يشعر بها الطفل ولا الأهل إلّا في وقت لاحق عندما يصبح الفرد مستقلاً، يتمتع بشخصية فريدة ومخلتفة تميزه عن الآخرين.
وفي هذه الحال، للأهل دور جوهري يتوجب عليهم تأديته. فبوسعهم مشاركة أطفالهم بنشاطات مختلفة مع كل ولد على حدة، الأمر الذي قد يخفف من الغيرة بينهم ويبني لكل منهم شخصية مختلفة. ولكن متى تمسي الغيرة معاناةً ومتى يتجه الولد إلى العزلة والانقطاع عن العالم الخارجي يجب على الأهل التدخّل ووضع حدّ نهائي لها. وتظهر معاناته هذه من خلال قيامه بتصرفات عنيفة وغاضبة إلى جانب انطوائه على ذاته كما قد يواجه مشاكل في النوم والغذاء.
وهنا على الأهل التقرّب من أبنائهم والاستماع لمشاكل كلّ منهم بمفرده ومحاولة حلّها، كما عليهم احتضانهم وتعزيز موقعهم ودورهم في الأسرة. كما يمكنهم أن يشرحوا لأبنائهم أن الحب لا ينقسم بين الأبناء بل على العكس، فالحب ينمو ويتضاعف مع ولادة كل أخ أو أخت.
قد تكون الغيرة مفيدة في أحيانٍ كثيرة، لكن كلّما تخطت الخط الأحمر تحوّل الحب والسلام العائلي إلى كراهية بين الأبناء.